كيفية تجنيد الصادق مزياني وتوظيفه كعميل

سنة 1995 كان سني 15 سنة ، كنت مهدّدا من طرف الإرهابيين من أبناء حيي .عند وصول الساعة 6 مساء كان يخيم الرّعب على كافة أنحاء العاصمة ، كان الجوّ مخيفا حقا . كان بعض الاسلاميين من جيراني لهم علاقة بالعمل المسلح وعددهم ثلاثة . كانوا يريدون تجنيدي لصالحهم قصد التجسس على بعض الجيران و لأعطيهم بعض المعلومات حول من يعملون لصالح النظام من ضباط وشرطة وجمارك ...الخ

 قتلا اثنان أما الآخر لست أدري هل مازال على قيد الحياة؟ هم من جيراني ولا أستطيع ذكر اسميهما لظروف شخصية وعائلية. لم أقبل بالمهمة وغادرت المنزل خوفا على حياتي ،توجّهت بعدها الى ولاية تلمسان أين قضيت عاما أو يزيد ثم عدت الى العاصمة الجزائر ،كانت طرق الاتصال صعبة وقتذاك ولم أكن أقدر على التواصل الا بشق الأنفس نظرا لظروفي.

كنت أظن بعودتي الى العاصمة أجد الأمور قد تحسنت في الحي واذا بها تسير من سيء الى أسوأ. ذهبت الى بعض اقاربي فرفضوا أن يقوموا بإيوائي وعائلتي لم تكن توفر لي الحماية الكاملة ، كانت لي بعض الصعوبات العائلية دون أن أدخل في تفاصيلها .ذهبت الى مكتب الشرطة القضائية ببوروبة التابعة لباش جراح أين كان محافظ الشرطة جعدي جمال.

 طرحت عليه مشكلتي ، فرحّب بي وطلب مني اذا كان بإمكاني أن أساعدهم في التعرف على هؤلاء الارهابيين الذين كانوا يهدّدوني ، وأن أعمل مع الشرطة كعميل فقبلت بالمهمة دون شروط وكان ذلك سنة 1997. كانت المشكلة العويصة التي تواجهني هي السكن حيث لم يكن بإمكاني ايجار بيت نظرا لظروفي المادية وصغر سني. طلب محافظ الشرطة مني أن أمهله حتى يرى مع قيادته ما لعمل ؟ قرّروا منحي بعدها غرفة داخل مقر الشرطة. كانت عائلتي على علم بمكان تواجدي أين كنت أقوم بمهمتي كعميل مع الشرطة ، وقد قامت أمي رحمها الله بزيارتي هناك.

 كان هناك تنسيق محكم بين قوات الشرطة والمخابرات والدرك أين كنا نقوم بهمات مشتركة.قدموني الى ثكنة عنتر أين كنت أتعامل مع ضابط يقال له عبد الحميد بوضاب.كنت أتلقى مكافأة حسب المهمات . كانوا يقومون بتعذيب الاسلاميين والمختطفين في مركز البحث والتحريات ببن عكنون ، ومن ثم قتلهم و اخراج الجثث ورميها في الخارج. كان أكبر المجرمين هناك ضابط يدعى ناصر الجن واسمه الحقيقي حداد عبد القادر . لم يكتفوا بتوظيفي كعميل ضد المدنيين ووظفوني أن أكون عميلا حتى داخل مؤسسة الجيش أين كنت أقوم بمهمة التجسس على الجميع.

 بدأت تناول المخدرات سنة 1998 عندما كنت أتعامل مع قوات الدفاع الذاتي المعروفة باسم الباتريوت. كان أغلب من يقومون بعمليات ، يتناولون المخدرات لتهدئة نفوسهم من الكوابيس المزعجة التي كانت تطاردهم ،ولم يكن هناك أطباء نفسانيين لمعالجة ومتابعة الضغط النفسي الذي كان يتعرض له من يخوض في هكذا عمليات . شخصيا كنت أتناول المخدرات للتغلب على بعض الأمور النفسية التي كانت تعترضني، حيث كنت أجد صعوبة كبيرة في النوم. وأؤكد لك أننا كنا نقوم بدوريات ونعترض طريق تجار المخدرات أين كنا نقوم بابتزازهم ليعطونا كميات منها.

 كنت أعمل في مجموعة التدخل الخاص ، أين تم اغتيال أحد زملائنا في عملية ضد الارهاب وكان من المفترض هو أن يقوم الضباط بمساعدة عائلته ،ذهبنا وحضرنا في جنازته ومن ثم عدنا . جاءت زوجته بعدها لتطلب المساعدة من الثكنة التي كان يتواجد بها زوجها المتوفي ، ومن غرائب الأمور ، قام ضابط برتبة رائد اسمه غانم واستغل ظروفها و حاول الاعتداء عليها جنسيا .. قضيت ثلاثة أشهر في سجن البليدة بسب رفضي لمهمة وأتحفظ على ذكرها لظروف شخصية .

 تعرضت للتعذيب لمدة 28 يوم من طرف شخص يقال له الجابوني . تم ضربي بهراوة فأس ، وكان مأمورا من طرف النقيب ناصر الجن واسمه الحقيقي حداد عبد القادر ، قبل أن يتم توقيفي من الجيش نهائيا سنة 2003.

 التقيت ببعض المختطفين، وعلى مسؤوليتي أشهد : هناك أكثر من 40 مختطفا لايزالون على قيد الحياة. بعد شطبي من قائمة الجيش تم منعي من الخروج وكذا من جواز السفر ـ كما طلبوا مني أن أبقى عميلا لهم ،وهنا اضطررت الى الخروج الى الخارج بطرق غير شرعية أين أقيم الان في بلد أوربي. تمّ تحرير الشهادة من حوار مع الصادق مزياني يوم 01 فيفري 2011 على قناة المصالحة بالانترنت

إرسال تعليق

[facebook]

Author Name

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.